الموضوع؛ كنت تعاني من بعض الصعوبات في مادّة الرياضيات لكنّ سخرية أحدهم منك جعلتك تقرّر التفوّق في تلك المادة.
أنتج نصّا تتحدّث فيه عن
وضعيّتك قبل و بعد سخرية زميلك، واصفا شعورك من هذا التحوّل.
الإنتاج
قد تتحوّل سخرية أحدهم منك إلى نجاح باهر لم تستطع محاولات العائلة ولا
البرامج التربويّة ولا حتىّ محاولات مدرسيك أن تحققه لك. هذه السّخرية التي حوّلت إخفاقي في مادّةالرياضيات
إلى تفوّق وتميّز.
كنت منذ دخولي إلى المدرسة أعاني من اضطراب مفرط في هذه المادّة. وكنت كلما إفتتحنا حصّة الرياضيات يقشعرّ بدني , ترتجف أوصالي فيقرع قلبي بين
أضلعي لتسمع دقّاته و يهتزّ اهتزاز عنيفا فيجمد الّدّم في عروقي .. الجميع حاول أن
يبحث بداخلي عن السبب لكن لا نتيجة تذكر. ورغم تميّزي الباهر في بقيّة المجالات إلاّ أنّ الرياضيات تبقى البقعة السوداء التي تلطّخ
مشاعري وتشوّه طعم التفوّق عندي .
في ذلك اليوم كنت تائها بين معطيات وضعيّة رياضيّة، أحاول فهمها على مضضٍ. إذ بالمعلّم يأمرني بالخروج إلى السبّورة وإنجاز المطلوب الأوّل. ذاب قلبي وجفّ حلقي إذ كانت مفاصلي تعجز عن التحكّم في أطرافي، حتّى أنّ أناملي عاجزة عن مسك الطبشور , كنت أتمنّى أن يمرّ كلّ شيء بسرعة، غير أنّ قهقهة أحدهم أثارت ضجّة في القسم و بؤسا في قلبي, و كأنّ أصدقائي يشيرون إلى المعلّم بأنّ لا فائدة ترجى منّي. حينها شعرت بالفشل ,العجز و الإضطراب ، فعدت إلى مكاني محبطا يائسا و وصديقي يرمقني بنظرات الإحتقار والاستهزاء.. غير أنّي جلست هادئا وفي داخلي انفجر فيض دافق من مشاعر الحماس لم أكن اعلم مأتاه !
عدت إلى منزلي و قررت أن أنزوي في ركن وأن أنجز بعض المسائل. فحفظت أوّلا جدول الضرب و آليات الجمع والطرح و
القسمة ثمّ تعلّمت مقارنة الأعداد وترتيبها وكان والدي
الذي يساعدني مستغربا في أمري. غير أننّي في القسم قررت أن لا اكشف عن ذلك التحوّل. حانت لحظة الحسم، نتائج الإمتحان غدا. في ذلك اليوم تذوّقت طعم الإنتصار.