موضوع إنشاىي متعلق بمحور أعلام و مشاهير
الموضوع: رأيت في منامك أنك تتلمذ على يدي أحد الأعلام الذين أفادوا الإنسانية بخدماتهم الجليلة. صف ما رأيت في منامك بالتركيز على أعمال الشخصية وسلوكها مبرزا أثر ذلك في نفسك.
الإصلاح :
{inAds}
ذات ليلة شتوية غير كل الليالي قصدت مضجعي بعد أن نلت قسطا من الدفء مع أفراد عائلتي وهم متحلقون حول الموقد. تمددت على سريري وتدثرت جيدا خشية لفح القر ثم استللت كتابي الجديد من تحت وسادتي كتاب اقتنيته عند أوبة عصر من أحد باعة الكتب القديمة على رصيف معهدنا، أثارني من عنوانه الذي قد لا يوحي بشيء لغير الشغوفين. "رجال وأفضال" تصفحته ثم رحت أتفرس في عباراته ومعانيه دمتم سندا للبشرية أيها العظماء. زار الكرى جفني وما هو بالكرى لقد أخذني إلى عالم من الأحلام والأوهام. إنه مخبر أبي بكر الرازي رباه أناه أنا بين يدي أيقونة العلم والطب وبينما أنا على تلك الحال إذ به يدعوني بصوته الشجي الى مرا افقته في خوض تجربة جديدة لتطوير أحد بحوثه لقد أخذني الذهول وكاد يغمى على بصري هل أنا في حلم لا ما أنا بالحالم. إنه أبو بكر الرازي يرافقني في وقار لم أر له مثيلا وحنكة وعناية بما يفعل نادرة الوجود وهو ينتقل ببصره بين كل تلك العقاقير وقد خبرها وألف بينها حتى انصاعت له أما عني فقد أخذتني رعشة وما كنت لأفقه قوله لولا لطفه فقد حنا علي حنو الأب وحاول تبصيري بمفعول كل مادة وتفاعلها مع غيرها من المواد، لكنه أيضا قسا علي قسوة المؤدب كلما تهاونت أو سهوت. أكرم به من عالم ما أعظم ما فعل وما أشد اعتنائه بما يفعل. كان حريصا كل الحرص على دقة ميزانه وحسن توظيف المواد وخلطها بمقدار معلوم إلا أن ما أثار عجبي هو صبره علي وعدم انفعاله أمام جهلي وتكلس معارفي، فكان يشرح ويعيد ويزيد ويريدني أن أستفيد. وبينما أنا على تلك الحال إذ بصوت المؤذن ينفذ إلى مسمعي ليخبرني أن رحلتي مع أبي بكر الرازي انتهت. فاستيقظت وأنا على يقين أن النجاح فلاح بعد كفاح وأن التفوق لا يأتي مصادفة بل هو ثمرة تخطيط وتدريب وتضحية فمن طلب العلا سهر الليالي ومن سار على الدرب وصل.
{inAds}