سابعة أساسي: المحور الثاني ، المدرسة أهميتها


السابعة أساسي  : حول أهمية المدرسة للأستاذ سليم بن صالح 


المدرسة أهميتها حضاريا تاريخيا و فرديا


تمثل المدرسة أحد الواجهات الهامة في العملية الإنشائية للجنس البشري فيها تصقل المواهب و يُنَمَى الفكر لذلك كانت الحضارات القديمة مهتمة جدًا بالتعلم فاستقبل كهنة المعابد طلاب العلم و كان العلماء والمعلمون لهم شأن كبير فهم السبيل إلى استقصاء الكون و تعمير الأرض... شهدت المدارس ركودا بعض الشيء في العصور الوسطى في أوروبا مقابل ازدهارها عند المسلمين و عكست الآية في العصر الحديث حيث كان التمدرس سببا في النهضة الأوروبية في مقابل انتكاسة فكرية شاملة للحضارة العربية التي ظلت تعيش على أطلال عصرها الذهبي...

هذه النظرة التاريخية تكشف لنا أهمية المدرسة في تقدم عجلة الحضارة و اشعاعها ....

أما على الصعيد الفردي فالمدرسة مثلها مثل المجتمع و الأم تمثل حضنا للفرد منذ طفولته تحيطه برعايتها وتحفظه بنواميسها و هي مصدر تكوين رجال و نساء المستقبل.

تحمي المدرسة الفرد من شرور نفسه و من الجهل لتجعله انسانا فاعلا واعيا مساهما في البناء الانساني تاركا بصمة له في حياته و حتى بعد مماته ... فإذا صلحت المدرسة صلحت الأمم و إذا فسدت كسدت الدول فهي نواة المجتمع التي تفرز أجيالا تنبذ الركود و البطالة العقلية.
و هي الحضن غير العاقل للانسان يرتقي فيه في سلم تصاعدي نحو ما يبغي الوصول اليه .. كما تساعده على تبني القيم الحميدة و اكتساء الفضيلة والبعد عن الرذيلة وهي كذلك تعلمه المبادئ الكونية الراقية كالاحترام و التسامح و الحرية و النضال.


و لم يخطئ من قال من علمني حرفا صرت له عبدا فالإنسان في المدرسة كأنه متعبد خاشع في حضرة جلالتها وفرائضها ليجد الطريق القويم الذي يهتدي به إلى قبس الانعتاق من التخلف و التصلب .... فيها يتعلم التواصل مع الثقافات الأخرى ليصبح إنسانا عالميا و فيها يبتكر و يخترع و يحل ويربط و يمنهج و منها يمتهن ما يريد من وظائف تساعد على البناء الانساني و الإنتاج . و المدرسة كذلك مكان للتقارب الاجتماعي والتعرف على هويات و عقليات متنوعة تساهم في تحديد شخصيته و نحت نموذجه الخاص و كلما كانت المدرسة راقية | التمدرس كان المجتمع راقيا راقيا منافسا منافسا . قليل الخروج عن القوانين قوي الأساس و البنيان.
{inAds}
فالمدرسة تمثل الطموح و التوق لمستقبل أفضل اذ تمر الحياة و يبقى الفعل الإنساني شاهدا وليكون جديرا بالذكر وجب على هذا الفعل أن يكون مفيدا ملما بالحكمة والمعرفة و إلا تنتشر الغوغائية والسفسطة و تنحدر القيمة الإنسانية وتتدحرج حتى تصل إلى عصور ظلامية مرعبة قد تعصف بالمهمة الانسانية النبيلة ألا وهي خلافة الله على الأرض و الاعمار والتعلم.

فالله أوصانا بالأخذ بالقلم و التمسك به لأنه طوق النجاة للعبد في دينه و دنياه و المدرسة حرم و في حرمها تنكشف الحقائق و تحل المعادلات الصعبة و تفتح بوابات الرزق و الخير.


↔️
 

شكرا على تعليقك

أحدث أقدم